العراق يبدأ إجراءات التعداد السكاني لعام 2024 مع تطبيق إجراءات أمنية وحظر تجوال شامل
بدأت اليوم، 20 نوفمبر 2024، إجراءات التعداد السكاني في العراق، والذي يُعدّ حدثًا هامًا بعد 27 عامًا من آخر تعداد تم إجراؤه في عام 1997، حيث بلغ عدد السكان آنذاك نحو [ 19,184,543 نسمة، مع استثناء محافظات إقليم كردستان]. يُنفذ التعداد على مدار يومي 20 و21 نوفمبر، ويُعتبر الخطوة العاشرة في سلسلة تعدادات سكانية سابقة، بهدف جمع بيانات دقيقة حول سكان العراق وتوزيعهم الجغرافي ومستوياتهم المعيشية.
أهمية التعداد السكاني
يُعتبر التعداد السكاني أداة حيوية لتطوير خطط تنموية تستند إلى بيانات دقيقة وواقعية. فهو يُسهم في تقديم صورة واضحة عن الوضع السكاني في البلاد، مما يساعد في تحديد احتياجات المواطنين في مجالات الصحة، والتعليم، والإسكان، وتطوير البنى التحتية. على سبيل المثال، يمكن للحكومة استخدام بيانات التعداد لتحديد المناطق الأكثر احتياجًا لبناء مدارس جديدة أو تحسين المرافق الصحية.
دور الباحثين الميدانيين
يلعب الباحثون الميدانيون دورًا أساسيًا في نجاح عملية التعداد. منذ الساعات الأولى من اليوم، بدأ الباحثون بالعمل في الميدان، متنقلين بين المنازل لجمع البيانات بدقة وشمولية. هؤلاء الباحثون خضعوا لتدريبات مكثفة تضمنت مهارات التعامل مع المواطنين واستخدام الأدوات التقنية لتسجيل البيانات. ومع ذلك، قد يواجه الباحثون تحديات ميدانية، مثل الوصول إلى المناطق النائية أو التعامل مع مواطنين يفتقرون إلى الوعي بأهمية العملية، وهو ما يتطلب مرونة وقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة.
دور الإعلاميين في تغطية الحدث
أسهم الإعلاميون بدور فاعل في إنجاح التعداد من خلال تسليط الضوء على أهميته وأهدافه. شملت التغطية الإعلامية تقارير مباشرة من الميدان، حوارات مع المواطنين والباحثين الميدانيين، بالإضافة إلى تحليل متخصص حول فوائد التعداد وآثاره المستقبلية. ساهمت هذه الجهود في تعزيز وعي المواطنين وتشجيعهم على التعاون مع الفرق الميدانية، مما ساعد في تخفيف العقبات وتعزيز الثقة بعملية التعداد
الإجراءات الأمنية وحظر التجوال
لضمان نجاح التعداد السكاني، قامت السلطات الأمنية بفرض حظر تجوال شامل على مستوى البلاد خلال يومي التعداد. هذا الإجراء يهدف إلى تسهيل حركة الفرق الميدانية وتقليل العوائق أمامها. كما عملت القوات الأمنية على تأمين المناطق كافة، مع التركيز على المناطق التي قد تواجه تحديات أمنية، مما وفر بيئة آمنة للباحثين والمواطنين على حد سواء. وقد شملت هذه الإجراءات التنسيق المباشر مع الفرق الميدانية لضمان سلامتهم وتسهيل عملهم.
دور المواطن في التعداد
يُعتبر تعاون المواطنين محورًا أساسيًا في نجاح عملية التعداد. طُلب من المواطنين تقديم بيانات دقيقة من خلال استبيانات ميدانية أو التعاون المباشر مع الفرق المختصة. هذا التعاون يضمن جمع بيانات دقيقة تُساعد في التخطيط للمستقبل، حيث يُعد التعداد أداة رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توزيع الموارد بشكل أكثر كفاءة.
مراحل التعداد السكاني
يتضمن التعداد السكاني لعام 2024 عدة مراحل أساسية:
1. تهيئة البنى التحتية :إعداد الأدوات والوسائل التقنية واللوجستية.
2. التعداد التجريبي :اختبار العمليات الميدانية لضمان فعاليتها.
3. الحصر والترقيم: تحديد المواقع والمناطق السكانية، وهي مرحلة استمرت لمدة شهرين.
4. عد السكان وإعلان النتائج: جمع البيانات وتحليلها لإصدار النتائج النهائية، والتي تُعد مرحلة حاسمة استغرقت يومين كاملين.
خطوة نحو مستقبل أفضل
يُعتبر التعداد السكاني لعام 2024 خطوة استراتيجية نحو تحسين جودة الحياة للعراقيين. فهو يوفر بيانات دقيقة تُمكّن الحكومة من تطوير سياسات تنموية مستدامة، تحسين الخدمات العامة، وتطوير البنى التحتية. ومع اكتمال التعداد، ينتظر المواطنون ترجمة هذه البيانات إلى مشاريع واقعية تُعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتُمهد الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
تابعوا وكالة سور الإخبارية لمزيد من التفاصيل والتحديثات حول هذا التطور الهام.
بقلم: [ الصالحي ]