الفكر
الإخواني: تهديد مباشر لوجودنا وسط تطورات إقليمية متسارعة
تشهد الساحة الإقليمية تحولات عميقة ومقلقة، أبرزها التقدم غير المسبوق للجماعات الإخوانية على الجبهة السورية. وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن هناك تفاهمات دولية جديدة تتشكل، تقودها مصالح متقاطعة بين الولايات المتحدة وروسيا بوساطة إسرائيلية، مما يعيد رسم المشهد في سوريا ودير الزور تحديدًا.
اتفاقيات
دولية وتوازنات جديدة
تشير
المعطيات إلى أن الولايات المتحدة قدمت تنازلات ملموسة لتحقيق هذا الاتفاق مع
روسيا. وفي الوقت ذاته، يجري تنسيق أمريكي تركي، حيث يبدو أن واشنطن وافقت على
مطالب أنقرة لضمان تعاونها مع الأكراد في سوريا، على الرغم من انتماء تركيا
السياسي المعروف بتوجهاتها الإخوانية. هذه التفاهمات أعادت إحياء التحركات في دير
الزور، المنطقة الحيوية التي تعد الشريان الاقتصادي للنظام السوري.
دير
الزور: صراع على النفوذ
تشهد
محافظة دير الزور تحركات متسارعة تقودها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعشائر
محلية، في محاولة للسيطرة على المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية. هذه التحركات،
المدعومة جزئيًا من الولايات المتحدة، تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة.
السيطرة على دير الزور تعني إحكام قبضة هذه القوى على منابع النفط وخطوط الإمداد،
مما يشكل ضغطًا مباشرًا على النظام السوري.
العراق:
بين التأثر والتأثير
رغم
قرب العراق من هذه التطورات، يبدو أنه بمنأى عن تأثيراتها المباشرة. يتمتع العراق
بقدرة عسكرية وأمنية متقدمة تمكنه من حماية حدوده ومنع أي تهديد من التسلل. ومع
ذلك، فإن الأحداث في دير الزور ليست بمعزل عن مصالحه الوطنية، كونها تشكل خط
الدفاع الأول أمام التهديدات القادمة من الجبهة السورية.
قوة
العراق الدفاعية
يمتلك
العراق منظومة دفاعية متكاملة تجعله في موقع قوة، تشمل:
1. القوات المسلحة العراقية: تتسم بقدرات عسكرية
حديثة وتجهيزات متطورة.
2. وزارة الداخلية: بقياداتها الفاعلة مثل حرس
الحدود، قوات الرد السريع، والشرطة الاتحادية، التي تعمل بتناغم لحماية البلاد.
3. الحشد الشعبي وفصائل المقاومة: تلعب دورًا
حيويًا في دعم الاستقرار وتعزيز الجبهة الدفاعية.
4. سلاح الجو العراقي: يمتلك طائرات متقدمة
قادرة على تنفيذ عمليات دفاعية وهجومية دقيقة خلال دقائق، ما يجعله قوة رادعة في
المنطقة.
دعم
جبهة دير الزور: ضرورة استراتيجية
على
العراق أن يبذل جهودًا حثيثة لدعم جبهة دير الزور بجميع الوسائل الممكنة، للحيلولة
دون سقوطها بيد الجماعات التي تهدد الاستقرار الإقليمي. فاستقرار هذه المنطقة يعني
تعزيز أمن العراق نفسه، وحماية حدوده من أي اختراق محتمل.
سنجار
وقنديل: نقاط ارتكاز استراتيجية
يمكن
للعراق الاستفادة من مواقعه الجغرافية، مثل جبل سنجار وجبل قنديل، كوسائل فعالة
لوقف التمدد الكردي في دير الزور، والمساهمة في إعادة ضبط التوازنات الإقليمية
لصالح أمنه القومي.
خاتمة
في
ظل هذه المعطيات، على العراق أن يعتمد استراتيجية مزدوجة تجمع بين تعزيز دفاعاته
الداخلية ودعم الجبهات الإقليمية المحيطة به. الأحداث في دير الزور ليست مجرد أزمة
محلية، بل جزء من صراع أكبر على النفوذ في المنطقة، والتعامل معها بحذر وذكاء يعد
ضرورة لحماية أمن العراق القومي ومصالحه الاستراتيجية.